مشكلة المكون السياسي المدني الحاكم الآن في السودان أن أسباب الفشل مبذورة بداخله فأصبح غير جدير بتحقيق أي نجاح يهم المواطن ، لأن السلطة عندهم تنافس على المناصب واستئثار بالمغانم ونزاع على نزاع لا يجني المواطن من ورائه إلا المعاناة والبؤس وتدهور في كل مناحي الحياة الأولية.
رفضوا في بداية التغيير ابن عوف وكمال عبد المعروف بحجة الانتماء للبشير ونظامه ثم رفضوا ثلاثة من قيادات المجلس العسكري ( عمر زين العابدين، جلال، الطيب) بنفس الحجة ، ثم رفضوا البرهان وعادوا وحاوروه وشاركوه السلطة ، ثم هجم بعضهم على بعض ثم عادوا يهاجموا مجموعة البرهان من جديد ،،،
حتى اذا جاءت مجموعة عسكرية أخرى هاجموها مرة أخرى ، وهذا يدل على سذاجة سياسية وهرجلة نفسية فقط ، القاعدة الثابتة أن كلما تنازع المدنيون فيما بينهم تمدد العسكر في الفراغات بدليل انهم عينوا قائد مليشيا مسلحة ( حميدتي) رئيسا للآلية الاقتصادية وهو لا يعرف معنى آلية أساساً
حميدتي جاء لان كل عباقرة الاقتصاد في النظام الحاكم لم يتفقوا على وضع ميزانية للبلاد وصار نزاعا بين الشيوعية والرأسمالية والانتهازية فكان الخلاص في البندقية .
عموماً... نظرية المخلص السياسي التي تنتاب الشعوب بعد رحلة الفشل المدنية نضجت الان في السودان بكل أركانها وظروفها ..
لم يعد من حلول كثيرة وخيارات إلا الذهاب الى انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة كفاءات مدنية غير حزبية تدير فترة انتقالية محدودة بما يحفظ للحركات المسلحة حقها المكتسب في الوثيقة الحالية وتعديل مسار الشرق ، وإلا فموعدنا مع عسكري جديدة التقهقر إلى ما دون الصفر ...
على الوسطاء في المملكة السعودية وأمريكا (مشكورين) أن يفهموا أن تلكلك المليشيا في الخروج من العاصمة وبيوت الناس ليس لشئ إلا عدم رغبتهم في المغادرة ويعملون ليل نهار لتهجير اهلها وإبدالها بعنصر آخر كما حدث في حروب سابقة عليه
الخيار الشعبي إما يخرجو أو تهد كل العاصمة فوق رؤوسهم
واضح؟